عن نافع رحمه الله قال : " سمع ابن عمر مزمارا ، قال : فوضع إصبعيه على أذنيه ، ونأى عن الطريق ، وقال لي : يا نافع هل تسمع شيئا ؟ قال : فقلت : لا ، قال : فرفع إصبعيه من أذنيه ، وقال : كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فسمع مثل هذا ، فصنع مثل هذا " صحيح أبي داود
هل تحب سماع الأغانىتأليف ــ مجدى فتحى السيد
بسم الله الرحمن الرحيم
بين يدى الرسالة
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وبعد..
فإن أنسى ماحييتُ فلن أنس هذين المشهدين :
أما الأول : فقد حدث ذات يوم أن مررت بجوار حديقة ، فإذا بشاب يضرب الأرض بقدميه ، ويصفق بيديه ، ويترنح يميناً وشمالاً على صوت أحد المغنين فى جهاز التسجيل ، والشباب يصفقون حول الشاب .
فعلمت أنه يتراقص مبتهجاً مع نغمات أحدث أغنية شبابية !
وأما المشهد الثانى : ففى إحدى المحلات جلس شاب يبيع ، وقد أصغى بأذنيه إلى جهاز تسجيل يصدر منه صوت أحد المقرئين بالقرءان الكريم ، وسرعان ما انتهى الشيخ من قراءته ، وبدأ فى الدعاء للمسلمين والمسلمات فى مشارق الأرض ومغاربها ، وهنا رفع الشاب يديه ، قائلاً : آمين00آمين ، والدموع تتساقط من عينيه .
فسألت نفسى : لو جاء ملك الموت إلى الأول والثانى ، فكيف تكون الخاتمة ؟
من الذى يفرح ؟ ومن الذى يحزن ؟
من الذى يضحك ؟ ومن الذى يبكى ؟
وإن أنس فلن أنسى ما سمعت من أحد الفضلاء ، وهو يقص أنه رأى فى أسبوع واحد حادثين غريبين ،
أما الحادث الأول : سيارة مقلوبة ، وصوت التسجيل تنساب منه نغمات الغناء ، وأحد الشباب ، وهو سائقها تصدر منه ترانيم الغناء ، وهو بين الحياة ، والموت .
أسرعوا بمحاولة إخراجه ، وألحوا عليه أن يردد الشهادة ، وهو لا يتوقف عن التغنى حتى فاضت روحه ، ولم يقل لا إله إلا الله !
وأما الحادث الثانى : فسيارة مهشمة تماماً ، حتى يكاد المرء يتيقن بموت جميع ركابها ، ولكن من رحمة الله أنه لم يكن بها إلا السائق .
أُخرج السائق ، وهو يردد إحدى الآيات القرآنيه ، فلما هدأ لقنوه شهادة التوحيد " لا إله إلا الله " فظل يرددها حتى خرجت روحه !
فمع أى الاثنين تحب أن تكون الخاتمة ؟
فإليك هذه الكلمات رجاء أن يصلح الله حالك ، وتتوب إلى مولاك ، فاليوم عمل ولا حساب ، وغداً حساب ولا عمل .
فأسأل الله العظيم ، رب العرش العظيم ، أن ينفع بهذه الرساله سائر المسلمين ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
أبو مريم.
أين أنت من هذه اللذة ؟
لا ريب أن قراءة القرءان قرة عيون الموحدين ، ولذة أرواح المسلمين ، وبستان المؤمنين ، ومحل الصادقين .
فما أحوجك إلى التقرب إلى الله بكلامه ؟!.
وما أروع أن نتسابق إلى لذة ذكره ، والأنس بتسبيحه ، والشوق إلى لقائه .
قيل لبعض السلف الصالح : ماذا تشتهى من الدنيا ؟
أشتهى بيتاً خالياً من الناس ، ومصحفاً بخط جيد .
وقال بعضهم : مساكين أهل الدنيا ، خرجوا من الدنيا ، وما ذاقوا أطيب ما فيها .
قال : محبة الله ، والأنس به ، والشوق إلى لقائه ، والتنعم بذكره وطاعته .
وقال ابن أدهم : إننا فى لذة لو عرفها الملوك وأبناء الملوك لحاربونا بالسيوف فيا عجباً لنا نعرفه ، ثم لا نتلذذ بذكره .
قال سعيد بن عبد العزيز لعمير بن هانىء : كم تسبح فى اليوم الواحد ؟ قال :
مائة ألف إلا أن تخطىء الأصابع !.
فيا حسرتنا على ما فاتنا من لذة ذكره ، والبعد عن قراءة كلامه وفى الأثر :
" ابن آدم خلقتك لنفسى ، وخلقت كل شىء لك ، فبحقى عليك لا تشغل بما خلقته لك عما خلقتك له ".
ابن آدم اطلبنى تجدنى ، فإن وجدتنى وجدت كل شىء ، وإن فتك فاتك كل شىء ، وأنا أحب إليك من كل شىء .
فمن لم يذق لذة كلام الله والأنس بذكره ، فقد حبس نفسه فى سجن هواه ، فهو ضيق الصدر ، يعانى الهموم والغموم ، ولا يرى إلا الأحزان ، ولا يخرج من أنفاسه إلا الحسرات .
فهلا أسرعت إلى قول الحبيب " صلى الله عليه وسلم " : ( اللهم اجعلنى من التوابين ، واجعلنى من المتطهرين ) (1).
ولما كانت الصلاة مشتملة على قراءة القرءان ، وذكر الرحمن ، قال عنها " عليه الصلاة والسلام " :
( جعلت قرة عينى فى الصلاة ) (2) .
وأنت أخى المسلم ..
قرة عينك فى أى شىء ؟!
تهدأ نفسك ، ويستريح بالك على أى شىء ؟!
تكثر ، وتردد أى شىء ؟!
فصاحب لذة القرءان الذى تذوقه ، وشرب منه شرب الشراب الطهور ، الطيب النظيف ، فى أنظف إناء ، وأطيبه ، وأطهره .
فالآنيه ثلاثه : نظيف ، ونجس ، ومختلط .
والشرابات ثلاثه : طاهر ، ونجس ، وممزوج .
والقلوب ثلاثه : صحيح سليم فشرابه الشراب الطهور فى الإناء النظيف ، وسقيم مريض فشرابه الشراب النجس فى الإناء القذر ، وقلب فيه مزيج من الطهارة والنجاسه ، فأى القلوب قلبك ؟
وأى الشرابات شرابك ؟
وأى الآنيه تشرب فيه ؟
<>()<>()<>()<>()<>
هل تحب سماع الغناء ؟
هل أنت من المغرمين بسماع الغناء ؟
فإلى السائلين عن حكم الغناء . وإلى من يريد علماً نافعاً ، وقلباً خاشعاً .
يقول الحق تبارك وتعالى :"وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ" (6) سورة لقمان
قال ابن مسعود رضى الله عنه : والذى لا إله غيره ، هو الغناء . (1)
وقال جل شأنه متوعداً الشيطان : "وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ " (64) سورة الإسراء
قال مجاهد رحمه الله : هو الغناء والمزامير . (2) .
فكيف تستجيز لنفسك سماع لهو الحديث ؟ وكيف تتلذذ بصوت من أصوات الشيطان الرجيم ؟ .
* * *
هل تحب الصوت الأحمق ؟
قال عليه الصلاة والسلام : " إنما نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين : صوت مزمار عند نعمة ، وصوت رنة عند مصيبة " (1) .
فانظر إلى هذا النهى المؤكد بتسميته صلى الله عليه وسلم صوت الغناء صوتاً أحمق ، ولم يقتصر حتى وصفه بالفجور !
فكيف يستجيز المسلم إباحة ما نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وسماه صوتاً أحمق فاجراً ، وجعله والنياحة التى لعن فاعلها أخوين ؟!
وأخرج عليه الصلاة والسلام النهى عنهما مخرجاً واحداً ، وصفهما بالحمق والفجور وصفاً واحداً .
* * *
هل الغناء من اللهو المباح ؟
روى عقبة بن عامر ـ رضى الله عنه أن النبى "صلى الله عليه وسلم" قال : " كل شىء يلهو به الرجل فهو باطل إلا : تأديبه فرسه ، ورميه بقوسه ، وملاعبته أهله " (1) .
وأما جابر بن عمير ـ رضى الله عنه ـ فقد سمع النبى "صلى الله عليه وسلم" يقول : " كل شىءٍ ليس من ذكر الله تعالى فهو لغو وسهو ، إلا أربع خصال : مشى الرجل بين الغرضين وتأديبه فرسه ، وملاعبته أهله ، وتعلمه السباحة " (2) .
والمشى بين الغرضين : الغرض هو الهدف الذى يُنصب فيرمى فيه ، والمراد تعلم الرماية .
* * *
الغناء ينبت النفاق فى القلب
من أدل شىءٍ على فقه الصحابة فى أحوال القلوب وأعمالهم ، ومعرفتهم بأدويتها وأدوائها ، وهم أطباء القلوب حقاً ، كلام ابن مسعود رضى الله عنه عن الغناء .
وماذا قال ابن مسعود رضى الله عنه ؟
قال : " إن الغناء ينبت النفاق فى القلب كما ينبت الماء البقل "(1) .
وسأل عبيد الله بن عمر التابعى القاسم بن محمد ، فقال : ما تقول فى الغناء ؟
فقال : أنهاك عنه ، وأكرهه لك .
فقلت : أحرام هو ؟
فقال : انظر يا ابن أخى ، إذا ميز الله الحق من الباطل ، فى أيهما يُجعل الغناء ؟!
قال : فى الباطل .
قال : أرأيت الباطل ، أين هو ؟!
قال : فى النار .
قال : اذهب فقد أفتيت نفسك .
* * *
إياك والغناء لماذا ؟ قال يزيد بن الوليد : يا بنى أمية ، إياكم والغناء ، فإنه ينقص الحياء ، ويزيد الشهوة ، ويهدم المروءة ، وإن كنتم لا بُد فاعلين فجنبوه النساء ، فإن الغناء داعية الزنا .
ولقد أحسن من وصف الغناء بما وصفه ، لأنا نرى السامع للغناء ينقص عقله ، وحياؤه ، فيستحسن ما كان يستقبحه قبل السماع .
فقد كان يستقبح الكلام حول النساء والعشق ، وأصبح بعد سماع الغناء يستحسن الكلام على ذلك .
فهل نزهت نفسك عن سماع الأغانى ؟
قال محمد بن المنكدر : إذا كان يوم القيامة نادى مناد :
أين الذين كانوا ينزهون أنفسهم ، وأسماعهم عن اللهو ، ومزامير الشيطان ، أسكنوهم رياض المسك ، ثم يقال للملائكة : أسمعوهم حمدى ، وثنائى ، وأعلموهم أن لا خوف عليهم ، ولا هم يحزنون .
* * *
تلك هى الأغانى فماذا يعجبك فيها ؟!
تدور الأغانى الدائرة فى مشارق الأرض ومغاربها حول معانى هابطة ، أو مخالفات صريحة للشريعة الإسلامية .
فى الأغانى : الدعوة لعبادة المحبوب .
فى الأغانى : الإعتراض على الله تعالى فى قضائه وقدره .
والله عز وجل يقول : } وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} (49) سورة الكهف
وهو القائل : {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ} (46) سورة فصلت
فى الأغانى : الإستهزاء من عقاب الله وناره .
فى الأغانى : دعوة لنشر الرذيلة بين أبناء الإسلام .
فى الأغانى : دعوة للإنسلاخ من الأديان .
فى الأغانى : دعوة للتوسل والحلف بغير الله .
فى الأغانى : دعوة لسب الدهر .
فى الأغانى : دعوة للإنحلال والإنحراف .
فماذا يعجبك فى الأغانى بعد ذلك ؟
ثم هل تخلو أى أغنية من تلك الأغانى من وجود آلات العزف ،
فهلا سمعت ما ورد فى المعازف ؟
* * *احذر دخول المعازف حياتك أو بيتك
يقول الرسول "صلى الله عليه وسلم" : " ليكونن من أمتى أقوام يستحلون الحِرَ والحرير ، والخمر والمعازف " (1) .
" الحِرُ " : الفَرجُ ، والمعنى يستحلون الزنا .
" المعازف " قال الإمام ابن حجر العسقلانى : جمع معزفة ، وهى آلات الملاهى ، أو أصوات الملاهى .
فهلا أخرجت المعازف من حياتك ؟
وهلا أخرجت آلات اللهو من بيتك ؟
وهلا أسرعت بتوبة قبل الممات ، ونزول السكرات ؟!
* * *
دعوة للتوبة عن الأغانى
كل منا له ذنوب وخطايا ، وآثام ، وعيوب .
فهل لنا أن نقنط من رحمة الله ومغفرته ؟.!
لا والله ، فلقد نادانا مولانا ، وللمغفرة والتوبة دعانا .
فقد روى لنا نبينا "صلى الله عليه وسلم" عن ربنا جل شأنه أنه قال : " يا ابن آدم " .
" إنك ما دعوتنى ، ورجوتنى ، واستغفرتنى ، غفرت لك ولا أبالى "
" يا ابن آدم " .
" لو بلغت ذنوبك عنان السماء ، ثم استغفرتنى غفرت لك "
" لو لقيتنى بقراب الأرض خطايا ، ثم لقيتنى لا تشرك بى شيئاً ، لقيتك بقرابها مغفرة " (1) .
فمن الذى من آفات دنياه قد سلم ؟!
ومن الذى ظل صحيحاً ، وما سقم ؟!
ومن الذى عاش ، وحياته بالموت لم تنخرم ؟!
فيا صاحب الأغانى فى الأيام الماضية ، أين دموعك الجارية ؟
ويا أسير المغنيات ابك على الذنوب الماضية
يا ناسياً ذنوبه ، والصحف عند الله تعالى للمنسى حاوية !!
أسفاً لك إذا جاءك ملك الموت وما أنبت .
واحسرةً لك إذا دعيت إلى التوبة فما استطعت ، ولا أجبت !
كيف تصنع إذا بلغت الروح إلى الحلقوم ؟!
والتفت الساق بالساق ؟!
وكيف تصنع إذا نودى بالرحيل من دار الفناء إلى دار البقاء ؟!
وكيف تصنع إذا دعيت إلى الوقوف بين يدى الله وما تأهبت ؟!
ألست الذى أضاع أيام العمر وساعاته فى عسى وليت ؟!
قد آن أن نعود ، وإلى ربنا نتوب .
أسأل الله العظيم ، رب العرش العظيم ، أن يجعل عملى خالصاً لوجهه الكريم .
وأن ينفعنى به ، يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليم . وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
* * *
وقد روى البخاري عن أبي مَالِكٍ الأَشْعَرِيُّ رضي الله عنه قال : قال النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ وَالْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ )
ولا خلاف بين الأئمة الأربعة على حرمة المعازف .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
وذكر أنهم يمسخون قردة وخنازير .
والمعازف هي الملاهي كما ذكر ذلك أهل اللغة جمع معزفة ، وهي الآلة التي يعزف بها أي يصوَّت بها ، ولم يذكر أحد من أتباع الأئمة فى آلات اللهو نزاعاً " انتهى .
وفي الموسيقى إتلاف للقلب ، وإشغال للنفوس عن الحق ، وإنبات للنفاق في القلب ، ولا يمكن لها أن تكون مهدئة للأعصاب ، ولا يمكن أن تكون علاجاً .
قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :
" الموسيقى وغيرها من آلات اللهو كلها شر وبلاء ، ولكنها مما يزين الشيطان التلذذ به والدعوة إليه حتى يشغل النفوس عن الحق بالباطل ، وحتى يلهيها عما أحب الله إلى ما كره الله وحرم فالموسيقى والعود وسائر أنواع الملاهي كلها منكر ولا يجوز الاستماع إليها ، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ) والحر هو : الفرج الحرام - يعني الزنا - والمعازف هي : الأغاني وآلات الطرب " انتهى .
" مجموع فتاوى الشيخ ابن باز " ( 3 / 436 ) .
وقال الشيخ – أيضاً - :
" أما العلاج بالموسيقى فلا أصل له بل هو من عمل السفهاء ، فالموسيقى ليست بعلاج ولكنها داء ، وهي من آلات الملاهي ، فكلها مرض للقلوب وسبب لانحراف الأخلاق ، وإنما العلاج النافع والمريح للنفوس إسماع المرضى القرآن والمواعظ المفيدة والأحاديث النافعة ، أما العلاج بالموسيقى وغيرها من آلات الطرب فهو مما يعودهم الباطل ويزيدهم مرضا إلى مرضهم ، ويثقل عليهم سماع القرآن والسنة والمواعظ المفيدة ، ولا حول ولا قوة إلا بالله " انتهى .
ويروج بعضهم للموسيقى والمعازف بأنها ترقق القلوب والشعور ، وتنمي العاطفة ، وهذا ليس صحيحا ، فهي مثيرات للشهوات والأهواء ، ولو كانت تفعل ما قالوا لرققت قلوب الموسيقيين وهذبت أخلاقهم ، وأكثرهم ممن نعلم انحرافهم وسوء سلوكهم .
سؤال:هل استخدام التليفون المحمول الذي به نغمات فيه شبهة ، لأن هذه النغمات تعتبر موسيقى أم لا ؟ و بصراحة يمكن أن أتجنب هذه الشبهة باستخدام تليفون محمول يكون جرسه آية قرآنية.
الجواب:
الحمد لله
وضع نغمات الهاتف الجوال على الأصوات الموسيقية منكر ومحرم ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد نصّ على تحريم المعازف حيث قال : " ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحِرَ والحرير والخمر والمعازف .. " الحديث ، رواه البخاري (5590)
وفي الحديث دليل على تحريم آلات العزف والطرب من وجهين ؛ أولهما : قوله صلى الله عليه وسلم : " يستحلون " فإنه صريح بأن المذكورات ومنها المعازف هي في الشرع محرمة ، فيستحلها أولئك القوم .
ثانيا : قرن المعازف مع المقطوع بحرمته وهو الزنا والخمر ، ولو لم تكن محرمة لما قرنها معها ( السلسلة الصحيحة للألباني 1/140-141 بتصرف ) .
قال شيخ الإسلام رحمه الله : فدل هذا الحديث على تحريم المعازف ، والمعازف هي آلات اللهو عند أهل اللغة ، وهذا اسم يتناول هذه الآلات كلها . مجموع الفتاوى (11/535 ) .
وآلات اللهو هي آلات الموسيقى .
ويمكن الاستغناء عن هذه النغمات المحرمة بضبط الهاتف على نغمة الجرس المعتادة أو غيرها مما لا يُعدّ من النغمات الموسيقية .
وقد سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء عن حكم النغمات الموسيقية في الجوال فأجابت : " لا يجوز استعمال النغمات الموسيقية في الهواتف أو غيرها من الأجهزة ، لأن استماع الآلات الموسيقية محرم كما دلت عليه الأدلة الشرعية ويُسْتَغْنَى عنها باستعمال الجرس العادي . وبالله التوفيق
